لا جدال في أن ثقافة التدريب حاجة استراتيجية تطمح معظم المؤسسات إلى نشرها والحفاظ عليها، فهي تشجع القوى العاملة وتمكّنها من اكتساب مهارات جديدة تساعدهم على مواجهة تحديات وظائفهم والتكيُّف مع التغييرات المتطورة في مجالاتهم. وعليه، توجد علاقة وطيدة بين ثقافة التدريب والتحسين المستمر في أي مؤسسة. لذا، وبالتالي يتطلب الأمر تنمية مستمرة، ومبادرات لإشراك المتدربين تدريجيًا، ومنصة تدريبية متاحة أينما ومتى احتاجها الموظفون. 

ما الركائز الثلاث لأي مؤسسة عمادها التدريب؟ 

المغزى، والإدارة، والقياس أسس لأي ثقافة تدريب تحتاج أي مؤسسة لنشرها بين منتسبيها، ومقاييس مهمة للتقدم المحرز في تحويل مؤسستك إلى “مؤسسة عمادها التدريب”، ومحفز فعَّال للتطوير والتنفيذ.

تترابط هذه المحفزات الثلاثة وتتداخل على عدة مستويات ومع مرور الوقت ستوفر التوجهات والالتزامات الموضوعة بعناية، بما فيها إجراءات الإدارة، وفي نهاية المطاف أساسًا متينًا لبناء “مؤسسة عمادها التدريب”، وهي مؤسسة قد تواجه تحديات تتمثل في المنافسة الشرسة، وتقادم التكنولوجيا، وتفضيلات طلب/ عرض المهارات. 

المغزى يعني إدراك مفهوم المؤسسة التي عمادها التدريب، وينطوي على تحديد الخطوات أو الممارسات القابلة للتطبيق التي تحتاج المؤسسة إلى تنفيذها للولوج إلى المستقبل. يتطلب المغزى مبادئ توجيهية أوضح للتنفيذ، مصحوبة بمشورة تجريبية وليس مجرد تطلعات مبالغ فيها. كما تحتاج المؤسسة إلى أدوات من شأنها أن تساعد في تقييم حجم ثقافة التدريب بها وفعاليتها.تتمتع الإدارة بأقصى تأثير على خبرات التدريب من خلال قيادة وتشكيل السلوكيات التي تعزز ثقاقة التدريب، عبر سُبل تتضمن، على سبيل المثال لا الحصر، إنشاء بيئة منفتحة وداعمة تُحفِّز تبادل الأفكار، والتأكيد على أهمية قضاء الوقت في تحديد التحديات، ونقل المعرفة، والتفكير في كل تجربة، وهي سُبل ستساعد المؤسسات على تصميم وتنفيذ عملية تدريبية راسخة وتبني تحوُّل بارع في جدول أعمالها نحو الالتزام بالتدريب بدلاً من مجرد التحسين المستمر.  القياس نظرًا لأن المؤسسات تطمح إلى تحقيق هذا الانتقال، ينطبق المبدأ القائل “ما لا يمكن قياسه، لا يمكن إدارته”1. فالقياس يُقيِّم كيفية تكامل خبرات أو دورات التدريب ومدى انعكاسها في الأداء. توجد العديد من المقاييس المعاد صياغتها لقياس التغييرات التي تلي التدريب. ومع ذلك، يمكن تتبعه من خلال ثلاث مراحل متداخلة: الأداء المعرفي والسلوكي وتحسين الأداء. سيؤدي اكتساب الأفكار الجديدة في النهاية إلى توسيع المعارف وستبدأ المؤسسة في التفكير بشكل مختلف، وبالتالي تبني رؤى جديدة وتغيير سمات السلوك وفقًا لذلك. وبالتالي، ستؤدي هذه التغييرات إلى نتائج قابلة للقياس تستهدفها مؤسستك، سواء كانت زيادة في الحصة السوقية، أو تحسين التنفيذ، أو تحسين الجودة. سيتطلب كل ذلك عمليات تدقيق مستمرة لثقافة التدريب لضمان أن يخدم هذا التدريب احتياجات المؤسسة. ذلك عمليات تدقيق مستمرة لثقافة التعلم لضمان أن التعلم يخدم احتياجات المنظمة.

 

نؤمن في لوموفاي أن متطلبات مكان العمل لن تفتأ تتغير، وهو أمر يُحتم على المؤسسات تنشيط مهارات قواها العاملة باستمرار. ومع ذلك، لن يحدث الانتقال بسهولة وبسرعة، بل يتطلب فحصًا وتحليلاً شاملين لكيفية جعل شعار “مؤسسة عمادها التدريب” جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المؤسسة. يلي هذا وضع خطة تفصيلية لتمكينها من استخدام فهم “الركائز الثلاث“، وهي جهود ستزيل الحواجز التي تعيق تقدم مؤسستك وتحولها تدريجيًا إلى مؤسسة عمادها التدريب.