أظهرت الأبحاث الحديثة أن 10٪ فقط من الشركات تمتلك ثقافة تدريبية جيدة تتماشى مع استراتيجيتها ونتائج مؤسستك المرغوبة. ورغم أن الشركات على اختلاف مجالاتها تبذل جهودًا دؤوبة للاستثمار في المهارات، وتحسين أنفسها، واكتساب تلك الميزة بعيدة المنال، قد تُهمل آليات وعمليات التدريب وتذهب قيمتها الواعدة أدراج الرياح. 

يُعرِّف بيتر سيندج (Peter Senge) “المؤسسات القائمة على التدريب” بأنها “حيث يُوسِّع الأفراد باستمرار قدرتهم على تحقيق النتائج التي يرغبون في تحقيقها حقًا، وحيث تُرعى أنماط التفكير الجديدة والموسَّعة، وحيث يُطلق العنان للطموح الجماعي، وحيث يتك تدريب الأفراد باستمرار على كيفية اكتساب المعرفة معًا.” 

ولتحقيق هذه الغايات، اقترح بيتر سيندج استخدام المكونات الخمسة التالية، التي أطلق عليها “الأساليب الجوهرية“: 

المكونات الخمسة للمؤسسة القائمة على التدريب 

قد تعمل هذه المكونات بمنزلة محفز أساسي في أي مؤسسة، وتُمثل سمات تحتاج إلى التطوير، والمشاركة، والتنفيذ التدريجي. ولكي يكون هذا هدفًا ذا مغزى، يجب على المرء أن يفهمه أولاً. 

منظومة التفكير-1 

يعزز هذا فكرة أن الشركات والموظفين عبارة عن منظومات أو جسد واحد يؤثر كل عضو فيه على غيره من الأعضاء. وبالتالي يوصى بتمكين ثقافة التدريب التعاوني لتحفيز تبادل الأفكار بغض النظر عن المنصب الذي يعززه هذا التبادل. 

2-الإجادة الشخصية 

تشير الإجادة الشخصية إلى أن امتلاك عقلية التدريب مدى الحياة هو المحفز المطلوب في عالم الشركات حيث يعني تبني، وتقييم، وفهم أهمية النمو والتعلُّم باستمرار. 

3-النماذج العقلية 

تشجع النماذج العقلية التعرف على “الصورة الأكبر” وسبل الوصول إلى “الصالح العام” للشركة أو تعزيزه. كما تعني تشجيع الموظفين على اختبار الأفكار وتقييمها بشكل منفتح. ستحفز تجربة التدريب هذه مفاهيم وأساليب جديدة لمواجهة التحديات. 

4-الرؤية المشتركة 

تعزز الرؤية المشتركة تمكين الأفراد ذوي التفكير المستقبلي الملتزمين بالأهداف والقيم والرسالة العامة للشركة. وتعني رفع مستوى أداء الموظفين وتمكينهم من العمل بشكل جماعي لتحقيق هدف أكبر. 

5-اكتساب المعرفة الجماعي  

يعزز هذا ثقافة تقاسم المعارف بما يجعل تجربة التدريب أكثر فعالية وحاسمة إذا اعتقد الجميع أن الذكاء المشترك للمجموعة أهم وأولى من ذكاء أي فرد فيها منفردًا. 

يبدو الأمر شاعريًا؟ قطعًا. مرغوبًا؟ بدون شك. 

هل هذا الأمر مجرد خرافة؟ لا. ومع ذلك، يحتاج تنفيذ وتحسين مفهوم “المؤسسة القائمة على التدريب” إلى تغييرات هائلة وملموسة في أساليب العمل. 

نؤمن في لوموفاي أن المؤسسات القائمة على التدريب لا تظهر بين عشية وضحاها، بل تكون نتاج ممارسة ممتدة ومنهجية قوامها التجريب، والتقييم، والمراقبة حتى تتمكن من تحويل المعارف المطلوبة إلى طرق جديدة للتصرف من خلال دمجها في نسيج العمليات اليومية للمؤسسة. 

بحكم طبيعتها، تسير المؤسسات التي لديها ثقافة تدريب على طريق التحسين المستمر ويكون تطوير الأفراد أسلوب عمل وجزء لا يتجزأ من عملياتها اليومية. تتمثل هذه الثقافة في كيفية القيام بالأمور باعتبارها شركة ومؤسسة وكيف تفكر وتُحدث التأثير المرغوب، الذي قد يشمل حصة سوقية أفضل، ومعدل أعلى لاستبقاء الموظفين، وموظفين لديهم ولاء، وفرصة أفضل للتأثير على السوق والقضايا التي تشغل بال عملائك لأنها تركز على تقديم الأفضل لهم. تأتي الاستفادة من القوة الكاملة للمؤسسة من خلال تحسين ثقافة التدريب والتطوير.” 

رينيه رومولوس، بوز ألين هاميلتون.