لكي تحقق شركتك أهداف مؤسستها، يجب أن تركز على تطوير جدارات قيادية فعالة لدى قادة المستقبل، وتعزيز الإنتاجية، وتشجيع التغيير والابتكار وإدارتهما جيداً. يُعد بناء فريق قيادي قوي يضم من يتمتعون بالعقلية الصحيحة من أهم مسؤوليات خبراء الموارد البشرية، ومديري الأفراد، ورؤساء الإدارات. 

تسلط هذه المقالة الضوء على 15 من أهم الجدارات القيادية التي يجب على كل مؤسسة مراعاتها أثناء تحديد المهارات، واختيارها، وتوظيفها، وتطويرها. 

ما الجدارات القيادية؟ 

الجدارات القيادية مزيج من المعارف، والمهارات، والسلوكيات تمثل وتسهم في القيادة الفعالة لأي مؤسسة، أي أنها معايير أو أسس لأطر الجدارات يُحدد في ضوئها المديرون التنفيذيون الطموحون أو قادة المؤسسة، وتُطوَّر مهاراتهم، ويجري تقييمهم لضمان تلبية توقعات المسؤولية الوظيفية. 

تتمحور الجدارات القيادية حول فهم رؤى الشركة للمستقبل، وتحديد المسارات لتحقيق الأهداف، والتأثير على الآخرين للعمل بشكل فعَّال ضمن فريق واحد. 

أهم 15 جدارات قيادية أساسية للمستقبل 

1. الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي جدارة قيادية مهمة في العالم المهني اليوم حيث يُولي الموظفون مزيدًا من الاهتمام للتأثير النفسي لبيئة عملهم بقدر ما يهتمون بالتأثير المالي والمهني. 

يتمتع القادة الأكفاء بوعي ذاتي عالي، وتعاطف، ومهارات اجتماعية تساعدهم على فهم وإدارة أنفسهم، ومشاعر فريقهم، وكيفية تأثيرها على من حولهم. يمكنهم أيضًا التأثير بشكل مباشر ومتعمد على مشاعر من حولهم. وقد تكون هذه الجدارة القيادية وحدها هي الفرقان بين الأداء الممتاز والأداء الأقل من المتوسط ​​في مكان العمل. 

2. القيادة بالقدوة

غالبًا ما يكون لبعض الفرق الأكثر إنتاجية في أي مؤسسة قائد يحدد مسارًا، ويسير على الطريق، ويشجع أعضاء الفريق على أن يحذوا حذوه. تعني القيادة بالقدوة توجيه الفريق بالعمل بدلاً من الخطب والتنبيهات اللفظية الأخرى. 

لتطوير قادة بهذه الجدارة، عليهم أن يفهموا أن كل من المكاسب والفشل مهمة بالقدر نفسه وأن نجاح من يقودونهم يعتمد على كيفية تفاعلهم مع مختلف السيناريوهات. يتطلب هذا تحديد القيم الأساسية الفردية ومواءمتها مع العادات والسلوكيات. 

3. عقلية النمو

هذه إحدى الجدارات القيادية التي تتعامل بشكل أساسي مع العقلية وكيف تؤثر على الإنتاجية وتتمثل في السعي النشط والاستفادة من فرص التدريب وتشجيع من حولك على فعل الشيء نفسه. يعد توجيه التدريب أمرًا بالغ الأهمية لنجاح أي عمل تجاري في هذا العصر، مع الأخذ في الاعتبار التطورات التكنولوجية السريعة التي تؤثر على نمو الأعمال. يعني امتلاك هذه الجدارة أيضًا تحديد العقبات التي تعترض طريق التدريب والتغلب عليها. 

4.القدرة على الصمود 

تعني القدرة على استخدام العزيمة ورباطة الجأش لتحديد التحديات والعقبات والتعامل معها ومعالجتها بشكل فعَّال وتحديد الفرص في مواجهة السلبية وقيادة الفريق خلال هذه المراحل. إنها إحدى الجدارات القيادية التي تعمل مع مهارات أخرى مثل التفكير الاستراتيجي والتحفيز لتخطي العقبات. 

5. تشجيع الابتكار 

جدارة قيادية حاسمة لقادة المستقبل تتمثل في القدرة على تشجيع الإبداع من خلال الترحيب بالأفكار التي قد لا تحظى بشعبية، ومكافأة الأفكار المبتكرة، وأخذ المخاطرة المحسوبة، والبحث النشط عن فرص جديدة. يتمتع القائد الذي يمكنه تعزيز الابتكار السلس في فريقه بفرصة أكبر للتكيُّف مع تغييرات الصناعة وتحقيق أقصى استفادة منها. 

6. التفكير التصميمي

يُعد تطوير الجدارات القيادية بشأن التفكير التصميمي أمرًا مهمًا للقيادة الفعَّالة. فالتفكير التصميمي يعني القدرة على فهم عملية حل المشكلات الإبداعية من خلال توظيف العصف الذهني، وتوليد الأفكار، والتقييم. عادة ما ينتهي الأمر بالقادة الذين لديهم توجه التفكير التصميمي بأكثر الحلول فعالية لمشاكل المجال. 

7. التأقلم 

يعني التأقلم قدرة أي قائد على التكيُّف بسرعة مع المواقف المتغيرة. ومن صفات القائد المتأقلم الانفتاح، والفضول، والصمود، والعقلية المرونة حيث يفهم أهمية النمو المستمر، مما يسهل عليه اكتساب المعارف، وطرح الأفكار، وإعادة النظر في كل ما هو مألوف. 

8. إدارة التغيير

التغيير في الأعمال ومكان العمل ككل أمر مستمر. يمكن للقائد الذي يتمتع بهذه الجدارة أن يتعامل مع التغييرات بتوازن وأن يساعد فريقه بفعالية في التعامل مع هذه التغييرات. قد تشمل هذه الجدارة استخدام أدوات معينة لتنفيذ الاستراتيجية وقياس معدل تكيُّف الفريق. 

9. التعامل مع الغموض 

يعني الغموض في العمل المواقف غير المتوقعة وغير الواضحة، التي غالبًا ما تربك الموظفين أو أعضاء الفريق في خط العمل التالي. يعد تجاوز الغموض إحدى الجدارات القيادية التي تؤهل القادة للتعامل مع المخاطر في مواقف مثل استكشاف سوق جديد أو معالجة مشكلة معقدة. يظل القادة الذين يتمتعون بهذه القدرة شديدي التركيز في المواقف غير المؤكدة. 

10. تعزيز التنوع والشمول

تُعد إدارة التنوع وتشجيع الشمولية من أهم الجدارات القيادية في مجال الأعمال اليوم. لا بد أن يكون لدى الفرق أعضاء لديهم معتقدات، وخلفيات، وخبرات مختلفة حيث يتيح فهم فائدة التنوع فرصًا للتعاون الفعَّال، وثقافة الترحيب، والابتكار الجماعي إلا أنه يتطلب إدارة التحيزات واحترام وجهات النظر الفردية. 

11. تكوين فريق

تصف هذه الجدارة القدرة على تعزيز نمو الفريق بناءً على نقاط القوة الفردية والجماعية والمساهمات في نجاح المؤسسة. والفريق الفعال هو فريق منتج. لذا، يجب على القائد رعاية أعضاء الفريق من خلال التدريب، أو التوجيه، أو التدريب التنموي، أو الملاحظات البناءة. سيؤدي ذلك أيضًا إلى بناء علاقة فعَّالة وتعزيز القدرة على تحقيق الأهداف المحددة. 

12. التفكير الاستراتيجي

هذة الجدارة مهمة في تطوير القادة لأنها تساهم في نمو المؤسسة على المدى الطويل وتعني القدرة على عرض الفرص أو المشكلات، وتقييم الخيارات الممكنة للنهج، وتصميم استراتيجيات للمتابعة والتنفيذ الفعال. يتطلب هذا التألق، والإبداع، والتنظيم العالي، والتركيز. 

13. قيادة الأعمال

تجمع هذة الجدارة بين المعرفة التقنية لاستراتيجية العمل والتطوير والقدرة على بناء شبكة مهنية واتخاذ القرارات التي تؤثر بشكل مباشر على الأعمال. كما تعني القدرة على تولي أدوار مختلفة، وتوجيه الأشخاص وتدريبهم، ومكافأة النتائج والجهود الممتازة، وتبذل قصارى جهدك للمساعدة في تحقيق أهداف العمل

14. التواضع

يعني تواضعك أن تكون لينًا في مكان العمل مع إبداء القدرة على الانفتاح على فريقك، وتحمل المسؤولية عن الأخطاء أو القرارات السيئة، وتشجيع واحترام الآراء المختلفة مع وضع الحدود المهنية والحفاظ عليها. كما يعني أيضًا طلب المساعدة بغض النظر عن الوظيفة وتقديم المساعدة دون تردد. 

تتطلب هذه الجدارة القيادية الكثير من الشجاعة والذكاء العاطفي. 

15. تحفيز الأقران

يعني التحفيز القدرة على إلهام الفريق من خلال خلق بيئة عمل مريحة جسديًا ونفسيًا. يمكنك أيضًا التحفيز من خلال توصيل رؤية الشركة بطريقة تجبر الفريق على متابعتها مثل الرؤية الشخصية. يتطلب أيضًا ذكاءً عاطفيًا ليكون فعالًا. 

كيفية تطوير الجدارات القيادية 

يستغرق تطوير الجدارات القيادية وقتًا وجهودًا مدروسة كبيرة من القادة الحاليين والطامحين. تتمثل إحدى الطرق في تحديد مهارات شخصية معينة وتطويرها مثل الاستماع النشط، والتواصل الفعَّال، وتقديم الملاحظات، وتلقيها. كما قد يساهم التدريب والتوجيه في تطوير هذه المهارات. 

سيكون تسجيل قادة المستقبل في برنامج تطوير المهارات القيادية نهجًا أفضل حيث تزود هذه البرامج المشاركين بالمهارات المطلوبة لأداء أدوار قيادية جديدة. صممت لوموفاي برنامج القادة الناشئين لتزويد قادة المستقبل في مؤسستك بأعلى الجدارات القيادية الأساسية المطلوبة للقيادة الفعَّالة حيث يعد المشاركين لتقبل التحديات والفرص في الأدوار القيادية الجديدة من خلال تحسين الإمكانات الفردية مع التركيز على الوعي الذاتي والذكاء العاطفي. 

الخلاصة 

القيادة ليست إعطاء الأوامر وطلب التقارير فحسب، بل تتطلب المزيد من القدرة على التكيُّف، والانفتاح الذهني، والشمولية. سيضمن وضع اطارات الجدارات الأساسية في القادة التنظيميين الناشئين تحسين عملية صنع القرار، وإنتاجية الموظفين، ومقاربات أكثر ابتكارًا لتحقيق أهداف العمل.